لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

[الفضل الذي يروجه أهل السنة لبعض الصحابة]

صفحة 108 - الجزء 1

  ويسمعونها في صحاحهم، تنادي بصحة مذهب الشيعة في فضل علي على أبي بكر وعمر وعثمان، وأنه أولى بالخلافة، فلا يلتفتون إليها، ولا يرفعون إليها رؤوسهم، وذلك لأمرين اثنين:

  ١ - أنه يكبر على النفوس الخروج من الدين الذي نشأوا عليه وتربوا عليه، ودان به الآباء والأجداد والإخوان والجيران، ومن سواهم من أهل البلد، ثم سائر المجتمعات والبلدان، فترك الدين الذي هذا شأنه يكبر على النفوس ولو كان ديناً خرافياً.

  ألا ترى إلى أهل الشرك فإنهم أصروا على الإقامة على دينهم، وهو دين خرافي، وأبوا الدخول في دين الإسلام وهو دين الحق والفطرة.

  ٢ - لو فرضنا وعرفوا الحق وتحققوه إلا أن الهوى يسبب في ترك اتباعه ويدعوا إلى محاربته، فأهل السنة والجماعة أعمى بصائرهم حبهم للإلف المألوف وهو دينهم الذي نشأوا عليه وألفوه وخالط حبه لحومهم ودماءهم بالإضافة إلى هوى النفوس الأمارة بالسوء، ولا شك أن هوى النفوس له سلطان قاهر، وطبيعته الدعوة إلى الباطل وكراهة الحق والنفرة منه: {إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي}⁣[يوسف: ٥٣].

  وتلخيص الكلام أن داء أهل السنة والجماعة الذي جعلهم يصرون على باطلهم هو داء المشركين الذي دفعهم إلى محاربة الحق الذي جاء به النبي ÷، وهو نفس الداء الذي منع اليهود من الإسلام، ودفعهم إلى محاربة نبي الإسلام.

  وكل من أهل السنة والمشركين واليهود لا حجج لهم، ولا براهين تبرر لهم التمسك بما هم عليه، وكل ما لديهم هو الدعايات والترويج، وإصدار الأحكام والتهم ضد خصومهم، فكان المشركون يقولون: إن النبي ÷ ساحر وكاهن وشاعر، والقرآن أساطير الأولين، وإنه إفك مفترى، وإنه يتلقاه من الشياطين، وإنه إنما يعلمه بشر، وكان أهل مكة في أيام الحج والعمرة يجعلون