[استطراد فيما جرى من الصحابة بعد موت النبي ÷]
  ٧ - في الدرجة العليا من قوة القلب والشجاعة مع قوة البدن حتى كان # مضرب المثل.
  ٨ - وفارة العقل وقوة الذكاء والفهم وحسن السياسة والتدبير إلى غير ذلك من صفاته الكريمة، وقد نوه الله تعالى بفضله ورسوله ÷، في آيات كثيرة وأحاديث لا تحصى مما رواه أهل السنة والجماعة، وقد اعترف أئمة أهل السنة الذين يروون الحديث أنه لم يأت لأحد من الصحابة من الفضل عن النبي ÷ في الأحاديث الصحيحة مثل ما أتى لعلي #.
  ****
  أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية متفقون بعد النبي ÷ على تهميش علي بن أبي طالب خصوصاً، وأهل بيت النبي ÷ عموماً، وتصغير شأنهم، وطمس فضائلهم، وتحويل أبصار الناس عنهم، وإلصاق ما أمكن إلصاقه بهم من التهم المنفرة عنهم، وتبني شخصيات عظيمة ترمقها الناس بأبصارهم.
  يتبين صحة ذلك بما يأتي:
  ١ - انتزاع أبي بكر وعمر لفدك من تحت يد فاطمة، وقد كان أبوها ÷ نحلها إياها في حياته، وجاءت على ذلك بشهادة علي بن أبي طالب وشهادة أم أيمن، واحتج أبو بكر بأنه سمع النبي ÷ يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة»، وحاججت وخاصمت فلم يقبل منها، فهجرت الشيخين وماتت كمداً، وهي غاضبة عليهما حسب ما تحكيه رواية صحيح البخاري.
  وقد رد عمر بن عبدالعزيز فدكاً إلى أولاد فاطمة يوم تولى الخلافة حين رد المظالم إلى أهلها.
  ٢ - روي في صحيح البخاري كلام عن عمر بن الخطاب يخاطب به علياً مضمونه تزكية أبي بكر من تهم الظلم الذي اتهمه بها علي #.