لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

الحرب الباردة بعد موت الرسول ÷

صفحة 145 - الجزء 1

  تعالى عن هذا السر في سورة التحريم فقال سبحانه: {وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ٣ إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ ٤ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ ...} الآية.

  ****

  خلافة أبي بكر وعمر وعثمان لا تتم إلا بإبعاد بني هاشم، ولا سيّما علي لأنهم أهل الخلافة حسبما قضت به السنن والأعراف البشرية، فإن البشر عامة: أهل الأديان وغيرهم، من العرب وغيرهم، يعرفون أن خليفة الميت في الرئاسة أو الملك أو المشيخة أو ما سوى ذلك لا يكون إلا أخص قرابة الميت، فكان لذلك من الضروري أن يجتهد الخلفاء غاية الاجتهاد في إبعاد قرابة النبي –بني هاشم - والسعي الحاث في تحويل أنظار الناس عنهم، وتحقيرهم وتهوين شأنهم، وطمس فضائلهم، وتماماً كما هو الحال فيما عليه أهل السنة والجماعة حيث فعلوا كل ذلك وبالغوا فيه حتى جعلوا محبة علي ذنباً عظيماً يقارب الشرك، وجعلوا محبة آل محمد جريمة تساوي الشرك أيضاً.

  فما استقامت الخلافة للخلفاء إلا بذلك، وهكذا خلافة معاوية، فلم تستقم إلا بما استقامت به خلافة أبي بكر وعمر وعثمان.

  وحرب أبي بكر وعمر وعثمان لعلي ولأهل البيت كانت في الغاية من الجد، ومن جميع النواحي على حسب ما تقتضيه الظروف، وذلك لأن الوضع كان يستدعي كل ذلك؛ فعلي بن أبي طالب كان رأس أهل بيت النبي ÷ وأقرب بني هاشم إليه، فهو ابن عمه لأبيه وأمه، وزوج ابنته، وأول من آمن بالنبي ÷، وأما جهاده مع النبي ÷ فأكبر من أن يوصف، وهو أعلم الصحابة وأزهدهم و ... إلخ.