صور متنوعة للحرب
  وإنما التزم علي السكوت هو وشيعته نظراً منه للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، وذلك أن المسلمين كانوا قريبي العهد بالجاهلية، فلو أن علياً # قام بالحرب ضد خصومه الخلفاء لربما أدى إلى تراجع الكثير عن الإسلام، وتوسعت دائرة الردة في بلاد الإسلام.
  وقد أشار علي إلى ذلك حينما قالت له زوجته فاطمة ¥ ا: (لِمَ لَمْ تحاكم خصومك إلى السيف؟) وكان المنادي حينذاك ينادي بالشهادتين؛ فقال: (أتحبين أن يضيع هذا النداء ويمحى؟) قالت: (لا)، فقال: (هو ذاك)، هذا هو معنى الرواية.
  وتحدث # عن سبب آخر دعاه إلى السكوت والصبر في نهج البلاغة حيث قال: (فلم أر إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت)؛ فرأى # أن المصلحة في الصبر والسكوت لقلة أنصاره بالنسبة لأنصار خصومه، وقد عبر أمير المؤمنين عن قلتهم بقوله لهم: (لم تكونوا - أي بالنسبة لهم - إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود)، لذلك لم يصطدم الخلفاء الثلاثة على طول عهد خلافتهم بأي معارضة من علي وشيعته لا بالقول ولا بالفعل، مما أدى إلى قوة مذهب الخلفاء وانتشاره.
  فكما ذكرنا فإن الخلاف بين الفريقين قد تركز حول علي # ولم يظهر خلاف في عهد الخلفاء الثلاثة في غير ما ذكرنا إلا خلافات فرعية عملية كالخلاف في مسح الخفين والخلاف في متعة الحج.
  - لم يكن لأي من الفريقين في عهد الخلفاء اسم أو لقب يتميز به، وإنما حدث ذلك في عهد خلافة معاوية.
  - يبدو أن أبا بكر وعمر كانا كما يقال اليوم إصلاحيان يحبان التغيير والتفتح، ويكرهان المحافظة على المعهود من سيرة النبي ÷ وسننه، وأن الأفضل والأصلح ترك التقيد بالسيرة والسنن؛ لذلك قام الخليفتان بخطوات إصلاحية! وهي: