عائشة زوجة الرسول ÷
  ثم أمر معاوية بلعن إمام الشيعة في خطب الجمعة وجعل ذلك سنة، ولم تزل هذه السنة الملعونة إلى زمن عمر بن عبدالعزيز فقطعها، وأمر بقطعها من خطب الجمعة فجزاه الله خيراً.
  إذا عرفت ذلك؛ فمن الواجب الطبيعي على أتباع علي بن أبي طالب أن ينوهوا بإمامهم علي بن أبي طالب ويذكروا فضله كردة فعل، وعلي بن أبي طالب هو إمام الشيعة ومؤسس مدرستهم، كما أن معاوية هو إمام أهل السنة والجماعة ومؤسس مدرستهم، فعلي بالنسبة للشيعة هو رمز مذهبهم، والعلامة المميزة لهم، بل هو الأساس الذي بني عليه مذهبهم؛ فاقتضت الحال أن يكثروا من ذكره، وأن ينوهوا بفضله؛ لما في ذلك من دعم المذهب وتقويته.
  وهذا شيء طبيعي، ألا ترى أهل كل مذهب، فإنهم يعتنون بذكر المؤسس الأول فيعقدون لذكره المجالس والمناسبات وينوهون بذكره وفضله.
عائشة زوجة الرسول ÷
  لها حرمتها وكرامتها وقد أنزل الله تعالى براءتها وعفتها في آيات تتلى إلى يوم القيامة.
  ومع ذلك فقد خرجت من بيتها إلى البصرة؛ لحرب علي مع طلحة والزبير، وما كان ينبغي لها ذلك ولا يجوز؛ لأن الله تعالى أمر نساء النبي ÷ أن يلزمن قرارة بيوتهن، ونهاهن عن البروز إلى الرجال، فقال سبحانه: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب ٣٣]، غير أن اللوم الكبير على الذين أخرجوها وحملوها على الخروج وهم: طلحة والزبير وعبدالله بن الزبير وآخرون؛ فإنهم هم الذين حسَّنوا لها الخروج ورغبوها فيه، وما كان ينبغي لهم ذلك؛ لأنها زوجة نبيهم ÷ وحبيسته.
  فنقول نحن الزيدية: إن عائشة عصت بسبب خروجها من بيتها الذي أمرها الله أن تقر فيه، ومع ذلك فحرمتها وكرامتها باقية وحسابها على الله.
  وإنما قلنا ذلك: