تصنيف المنافقين
  مَّرَّتَيْنِ}[التوبة ١٠١]، {وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ}، تحدث الله تعالى عنهم في القرآن في سورة البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والتوبة والأحزاب ومحمد ÷ والفتح والمنافقون وفي غير ذلك، وصنفهم الله تعالى إلى أصناف: فَصِنْفٌ معروفون بأشخاصهم وأسمائهم، وصنف قد يتعرف عليهم أهل الذكاء والعقول الزكية، وهم الذين قال الله فيهم: {وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد ٣٠]، وصنف ثالث لم يعرفوا البتة، لا لأهل الذكاء ولا لغيرهم، وهم الذين قال تعالى عنهم في سورة التوبة: {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ...} الآية، وهؤلاء الأصناف الثلاثة هم منافقو الصحابة الذين في المدينة وما حولها، ثم افتتح رسول الله ÷ مكة، ودخل أهلها في الإسلام كرهاً وخوفاً من القتل، ولم يدخلوا في الإسلام عن اقتناع ورغبة، فلا بد أن يكون فيهم الكثير من المنافقين، وعلى حسب العادة والطبيعة فسيكونون مصنفين على حسب أصناف إخوانهم من منافقي المدينة، فيكون منهم من يصرِّح بنفاقه، ومنهم من لا يعرف نفاقه إلا لأهل الذكاء، ومنهم من لا يعرف نفاقه على الإطلاق. وما زال المنافقون يكيدون للنبي ÷ وللصحابة وللإسلام، ويبغون لهم الغوائل إلى أن مات النبي ÷، وما زال القرآن ينزل فيهم ويحذر منهم أبلغ التحذير، بل أبلغ مما حذر من المشركين {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ}[المنافقون ٤]، واستمر التحذير منهم ونزول القرآن فيهم حتى مات النبي ÷.
  ٨٨٠ - إذا عرفت ذلك، فهل من الممكن أن المنافقين ماتوا جميعاً حين مات النبي ÷ ولم يبق بعد موت النبي ÷ أي منافق؟
  ٨٨١ - وهل روى أهل السير والتواريخ والأثر أن جماعة أو واحداً مات من الصحابة يوم موت النبي ÷؟