لماذا وهل وكيف في معرفة الحق من الزيف،

لا يوجد (معاصر)

[تقديم]

صفحة 3 - الجزء 1

[تقديم]

  

  الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، وبعد:

  فإنه قد تسيطر الأوهام والخرافات على بعض من الناس فيظن بسبب جهله وقلة معرفته أنه في الطريق القويم، وعلى الصراط المستقيم، وهذا الداء هو الداء العياء، الذي أصيب به أهل السنة والجماعة منذ زمان بعيد، وورث عنهم هذا الوباء أخلافهم من الوهابيين على جهل فيهم كبير، فلا يكادون يفقهون حديثاً {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً}⁣[الفرقان ٤٤].

  من أجل ذلك فقد وضعنا عدة من الأسئلة والاستفسارات حول عقائدهم الوهمية، فلعل ذلك يحرك عقولهم للنظر والبحث والتنقيب، فيخرجون بسبب ذلك من ظلمات التقليد والتبعية العمياء، ويلفتون أنظارهم إلى غيره.

  فلا يعرفون عن الفِرَقِ الإسلامية المختلفة إلا أنهم فرق ضلال وابتداع وأنهم مُعْرضون عن سنة الرسول ÷، ولا يعرفون [أي: الوهابية] عن السنة إلا أنها الصحيحان والسنن، لذا ترى الوهابيين يستدلون على الزيدية وعلى غيرهم بما رواه البخاري وبما رواه الترمذي وبما صححه أبو داود مثلاً، ويظن هذا المغرور أن جميع المسلمين يعتقدون مثل ما يعتقد هو، وما درى هذا المغرور أن للزيدية كتب سنة غير تلك، وللإمامية كتب سنة أيضاً، وأنهم جميعاً لا يرفعون رؤوسهم لما يرويه صاحبا الصحيحين أو غيرهما من أهل السنة.

  فتراه يصطدم عندما لم تقبل منه ما ذكر من الحديث؛ لأنه يعتقد أن كتب السنة هي الصحاح والسنن وأن ذلك أمر مفروغ منه ومتفق عليه بين جميع المسلمين.