[استطراد في ذكر الصحابة]
  ٢١٧ - الشيعة بما فيهم الزيدية يتهمون أولائكم بوضع أحاديث في فضائل أبي بكر كحديث: «لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً»، فهل قال النبي ÷ ذلك لشدة محبته لأبي بكر وحنوه عليه، فقد كان النبي ÷ في الغاية والنهاية من الشفقة والرحمة والحنو على جميع المؤمنين، وتماماً كما قال تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}[التوبة]، بل إنه ÷ كان عظيم الشفقة والرحمة بالمشركين حتى قال له ربه: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ٦}[الكهف]؟
  ٢١٨ - أم أن النبي ÷ قال ذلك لاستحقاق أبي بكر الزائد على غيره من الصحابة؛ فما هو سبب الاستحقاق؟
  ٢١٩ - هل أعماله في الإسلام أكثر وأنفع؟ فلماذا لم تذكر السير والتواريخ تلك الأعمال الزائدة على أعمال غيره؟
  ٢٢٠ - هل لإسلامه وهجرته؟ فغيره كذلك.
  ٢٢١ - أم لحسن رأيه وتدبيره؟ فقد نزلت أول سورة الحجرات في نهي أبي بكر وعمر أن لا يتقدما برأي على رأي رسول الله ÷، وهددهما الله تعالى بحبط أعمالهما؟
  ٢٢٢ - أم لأنه زوَّج رسول الله ÷ ابنته عائشة؟ فالفضل في ذلك لرسول الله ÷ لا لأبي بكر.
  ٢٢٣ - أم لأن رسول الله ÷ علم عن طريق الوحي بأن أبا بكر عظيم المحبة لرسوله ÷ وخالص الود له، وأن سائر الصحابة لم يبلغوا في ذلك حيث بلغ، فلماذا أخذ أموال فاطمة بنت الرسول ÷ من تحت يدها، وأغضبها بذلك حتى ماتت غيضاً وكمداً، وقد علم أنها بضعة من الرسول ÷؟
  ٢٢٤ - أليس من علامات حبك للرجل حب ولده؟