فصل في الكلام في الجسم والعرض
  يا قارئ القرآن، فإنك لن تتلو القرآن حق تلاوته، حتى تعرف الذي حرفه [وهو اللّه تعالى](١). وقال القاسم بن إبراهيم # في مديح القرآن: كتاب أنزله الرحمن الأعلى برحمته من السماوات العلى، فأقرّ في أرضه قراره، وثبّت في عباده أنواره ... إلى قوله: سماويّ أحلّه اللّه برحمته أرضه، وأحكم به بين العباد فرضه. وذكر قوما حرّفوه فقال: بل حتّى كادت تجعل فاءه ألفا وألفه فاء، للجهل باللّه(٢). وقال في موضع آخر: كيف بما في حواميمه من غرائب حكمه، وفي طواسينه من عجائب مكنونه، وفي (ق)، و (طه)، و (يس)، من علم جم للمتعلّمين، وما في (كهيعص)، والمرسلات من سائر العلوم(٣) الخافيات. فبين أنّه كلام، وأنه في الأرض حالّ، وأنّه حروف، وأنّه مسموع؛ لأنه قال فيه: فإنك إن تسمع منه بأذن واعية ثم تقبل عليه منك بنفس لحكمة راعية(٤)، تسمع صوتا منه بالهدى صيّتا(٥)، وتعرف من جعله اللّه حيّا ممّن جعله ميّتا.
والركب الطاهر من أهل بيته، رافعا راية الإسلام عالية خفاقة، ملطخة بدمه ودماء الشهداء من أهل بيته. ولم يكتف الظالمون بقتله حتّى تعاقبه بأن نبشوه من قبره، وصلبوه، وأحرقوه، وذروا رماده في البحر. وأخباره # كثيرة، فهو إمام جهاد، ومؤسس مذهب، ومجدد لدين اللّه، ومحيي لشريعة اللّه وما اندرس من أمور الدين. له عدة مؤلفات، أشهرها المجموع الفقهي، والمجموع الحديثي، وقد طبعا، وتفسير غريب القرآن، وغير ذلك. انتهى.
(١) زيادة في (أ)، وقوله: (حتى تعرف الذي حرفه) يعني: تعرف الذي خلقه، وجعله حروفا، وهو اللّه سبحانه وتعالى. تمت.
(٢) في (ص، ش): وألفه - للجهل باللّه - فاء.
(٣) في (ب): من سرائر العلوم.
(٤) في (أ، ش، د): بنفس لحكمة راعيه. وفي (ض): بنفس الحكمة راعية.
(٥) في (س، ش): تسمع منه صوتا بالهدى صيّتا.