حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في صفات الله والفرق بين الأسماء والصفات

صفحة 161 - الجزء 1

  في الركعتين الأخيرتين مسرّا فذكر فضل أم الكتاب وقال: هي السّبع المثاني التي ليس في التوراة والإنجيل والزّبور مثلها. وروي ذلك عن النبيء ÷ قال: وذلك أنها أمّ الكتاب⁣(⁣١)، ولما فيها من أسماء ربّ الأرباب وتوحيده ... إلى قوله: وإنما جعل اللّه القرآن منفعة لكل إنسان، وأمر نبيئه بتبيينه للعالمين، وإقراره⁣(⁣٢) في آذان السّامعين.

  وقال الهادي إلى الحق # في مسائل الرازي - وقد سأله: عن الفرق بين الاسم، والمسمّى - فقال #: الفرق بينهما أنا لما رأينا الاسم الواحد، ينتقل في المسمّيين، علمنا أن الاسم غير المسمّى، وأنه دلالة على المسمّى وعلامة له، ليست به ولا هو بها، وهذا فأبين ما يكون، ولن يغلط في الفرق بين الاسم والمسمّى حتى يقول: إن الاسم المسمّى؛ إلا جاهل عميّ، وضالّ أبله غويّ.

  فصحّ ما قلنا من أن أسماء اللّه له، وأنها ليست هو. وأي حجة أبهر من كتاب اللّه، ومن إجماع أهل بيت رسول اللّه ÷، وقد قال رسول اللّه ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ...» الخبر⁣(⁣٣).


(١) في (ب، ش، ي): لأنها أم الكتاب.

(٢) في (ب، ل): وإقاره.

(٣) يعني: بتمامه، وهو: (إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض).