حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في صفات الله والفرق بين الأسماء والصفات

صفحة 160 - الجزء 1

  وقال علي بن موسى الرّضى @(⁣١) في أحد مجالسه لعمران الصابئ⁣(⁣٢) عند المأمون: وكذلك⁣(⁣٣) صار اسم كلّ شيء غير المسمّى، وصفة كلّ شيء غير الموصوف ... إلى قوله: أفهمت؟

  قال: نعم.

  قال عمران: يا سيدي؛ وصفاته هي نفسه؟

  قال الرضى: إن أسماءه وصفاته غيره، وهو غيرهما، ولا يخلو إذا كانت غيره من الدّلالة عليه وعلى وجوده. وتحقيقه والمثل في ذلك والدليل عليه قولك إذا قلت: السّماء؛ وإنما ذكرت خمسة أحرف.

  وقال الهادي إلى الحق # في كتاب الأحكام محتجّا على من قرأ


(١) هو الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي زين العابدين ابن السبط الشهيد الحسين بن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب $؛ المعروف بالرّضى، الإمام الحجة، أبو الحسن، أخذ عن أبيه، وعمومته، وابن أبي رافع، ونصر بن علي الجهضمي، وعنه أحمد بن عامر الطائي، وداود بن سليمان الغازي، الصحيفة [وهي المعروفة بصحيفة علي بن موسى الرضا]، وعنه ولده محمد، وعبد السلام بن صالح الهروي.

ضعّفه الشقي علي القاري. وعن الدارقطني أن ابن حبان في كتابه قال: يهم ويخطئ. وقال ابن طاهر يأتي عن آبائه بعجائب. فانظر إلى كلام هؤلاء في هذا الإمام الذي هو شيخ وحده، ووحيد عصره علما وعملا، وفضلا وكمالا، حتى قال أحمد في سند الحديث القدسي: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لبرئ من جنته، فكيف حالهم مع الشيعة، والأتباع. وقال الإمام المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة، والأصبهاني: دسّ عليه المأمون السّم فقتله، بعد أن كان قد عهد إليه بالخلافة، ولم يختلف في قتله بالسم، وإنما اختلف في الكيفية. وكانت وفاته # بطوس سنة ثلاث ومائتين من الهجرة. تمت.

(٢) في (ث): لعمران الصيابي. وفي (ض): لعمران الضبابي.

(٣) في (ش): فكذلك.