حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في اختلاف أهل القبلة في العدل وذكر ما أجمعوا عليه وما اختلفوا فيه

صفحة 212 - الجزء 1

  وأيضا فلو كان أفعال العباد من اللّه⁣(⁣١) لما استحقّوا عليها الثواب والعقاب في الآخرة، ولا المدح والذّم في الدنيا.

  وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «القدريّة مجوس هذه الأمّة»، وروي عنه ÷ أنه قال: «القدريّة خصماء اللّه، وشهداء إبليس» ومعنى شهداء إبليس أن اللّه حكى عنه أنه قال:

  {فَبِما أَغْوَيْتَنِي}⁣[الأعراف: ١٦]، فنسب الإغواء إلى اللّه، ولم يفعل كذلك آدم # بل قال: {رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا}⁣[الأعراف: ٢٣].

  وروي عن النبيء ÷ أنه قال: «ينادي مناد يوم القيامة: أين القدريّة خصماء اللّه وشهداء إبليس، فتقوم طائفة من أمّتي يخرج من أفواههم دخان أسود».

  وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: اضمنوا لي ستّة⁣(⁣٢) أضمن لكم الجنّة: لا تظلموا عند قسم مواريثكم، ولا تغلّوا غنائمكم، ولا تجبنوا عن قتال عدوّكم، وامنعوا ظالمكم من مظلومكم، وأنصفوا الناس من أنفسكم، ولا تحملوا على اللّه ذنوبكم».

  وروي⁣(⁣٣) عن مكحول عن أبي هريرة أن رجلا من خثعم قام إلى النبيء ÷ فقال: متى يرحم اللّه عباده؟ قال: «ما لم يعملوا بالمعاصي ثم يزعمون أنها من اللّه تعالى، فإذا فعلوا ذلك انتزعت عنهم الرحمة انتزاعا. قال الخثعمي: يا رسول اللّه، أيضلّ الرّجل وهو يقرأ القرآن؟

  قال: إذا قال هذا القول طبع على قلبه».


(١) في (ث): أفعال العباد للّه.

(٢) في (ع): اضمنوا لي ستّا.

(٣) في (د): وقد روي.