حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما يجب أن يعتقد بالقلب من الشكر

صفحة 276 - الجزء 1

  كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}⁣[المجادلة: ٢٢].

  ومما يجب أن يعتقد بالقلب: النيّة والإخلاص للّه، والذكر للّه، والصّدق والاستقامة والخشوع للّه في جميع العبادة⁣(⁣١)، قال اللّه تعالى:

  {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ٢ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ}⁣[الزمر: ٢ - ٣]، وقال تعالى:

  {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي}⁣[الزمر: ١٤]، وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ١١ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}⁣[الزمر: ١١ - ١٢]، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ}⁣[غافر: ١٤]، وقال رسول اللّه ÷: «الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى».

  وقال اللّه تعالى في ذكر الخشوع: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ}⁣[المؤمنون: ١ - ٢]، وروي عن رسول اللّه ÷: أنه نظر رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال: «أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه». وقال اللّه تعالى في الصدق والاستقامة: {رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}⁣[الأحزاب: ٢٣ - ٢٤]، وقال تعالى في الاستقامة: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}⁣[الأحقاف: ١٣].

  ومن واجبات القلب تعظيم أولياء اللّه، وشعائر اللّه، وحرمات اللّه؛


(١) في (ص، ه، د): في جميع العبادات.