فصل في الكلام فيما يجب أن يعتقد بالقلب من الشكر
  كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[المجادلة: ٢٢].
  ومما يجب أن يعتقد بالقلب: النيّة والإخلاص للّه، والذكر للّه، والصّدق والاستقامة والخشوع للّه في جميع العبادة(١)، قال اللّه تعالى:
  {فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ٢ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ}[الزمر: ٢ - ٣]، وقال تعالى:
  {قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي}[الزمر: ١٤]، وقال تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ ١١ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ}[الزمر: ١١ - ١٢]، وقال تعالى: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ}[غافر: ١٤]، وقال رسول اللّه ÷: «الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امرئ ما نوى».
  وقال اللّه تعالى في ذكر الخشوع: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ١ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ}[المؤمنون: ١ - ٢]، وروي عن رسول اللّه ÷: أنه نظر رجلا يعبث بلحيته في صلاته فقال: «أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه». وقال اللّه تعالى في الصدق والاستقامة: {رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ٢٣ لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ}[الأحزاب: ٢٣ - ٢٤]، وقال تعالى في الاستقامة: {إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[الأحقاف: ١٣].
  ومن واجبات القلب تعظيم أولياء اللّه، وشعائر اللّه، وحرمات اللّه؛
(١) في (ص، ه، د): في جميع العبادات.