حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام فيما يجب أن يعتقد بالقلب من الشكر

صفحة 277 - الجزء 1

  قال اللّه تعالى: {وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى}⁣[المائدة: ٢]، وقال: {رُحَماءُ بَيْنَهُمْ}⁣[الفتح: ٢٩]، وقال: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}⁣[الحجرات: ١٠]، وقال: {وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ}⁣[الحج: ٣٠]، وقال: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}⁣[الحج: ٣٢].

  وقال تعالى في الصّبر: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}⁣[البقرة: ١٥٣]، وقال تعالى: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}⁣[البقرة: ١٧٧]، وقال: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَالْقانِتِينَ وَالْقانِتاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِراتِ وَالْخاشِعِينَ وَالْخاشِعاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِماتِ وَالْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحافِظاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}⁣[الأحزاب: ٣٥]. وقد روي عن أمير المؤمنين # أنه قال:

  (منزلة الصّبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، ولا إيمان لمن لا صبر له).

  ومما يجب بالقلب: اليقين والتقوى، قال اللّه تعالى: {هذا بَصائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ}⁣[الجاثية: ٢٠]، وقال: {رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ}⁣[الشعراء: ٢٤]، وقال تعالى: {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ}⁣[آل عمران: ١٠٢]، وقال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا}⁣[التغابن: ١٦].

  ويجب الذكر والتفكر في صنع اللّه بالقلب، قال اللّه: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ}⁣[آل عمران: ١٩١].