فصل في الكلام فيما يجب أن يعتقد بالقلب من الشكر
  شيء. ويدعى بالمقتول فيقول اللّه تعالى: عبدي فيم قتلت؟ فيقول:
  يا رب (قتلت)(١) فيك وفي سبيلك. فيقول اللّه له: كذبت بل أردت أن يقال: فلان جريء فقد قيل ذلك، اذهب فليس لك اليوم عندنا شيء. ثم قال رسول اللّه ÷: أولئك الثلاثة أول خلق يسعّر بهم في النّار».
  ومما يجب أن ينفى من القلب: الكبر والحسد، قال اللّه تعالى:
  {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً}[النساء: ٥٤]، وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب»، وقال اللّه تعالى:
  {إِنَّ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطانٍ أَتاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ ما هُمْ بِبالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[غافر: ٥٦]، وكان أول من تكبّر وحسد إبليس لعنه اللّه فقال اللّه فقال اللّه تعالى: {فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها ...} الآية [الأعراف: ١٣]. وروي عن عبد اللّه بن سلام أنه مرّ في السّوق وعلى رأسه حزمة حطب فقيل له، فقال: إنّي أردت أن أخلع الكبر(٢)، وقال: إني سمعت رسول اللّه ÷ يقول: «لا يدخل الجنة عبد في قلبه [مثقال](٣) حبّة خردل من كبر».
  ومما يجب أن ينفى من القلب: الظن الكاذب، وتكذيب الصادق، قال اللّه تعالى: {إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}[الحجرات: ١٢]، وقال: {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى}[النجم: ٢٣].
(١) ساقط في (ث).
(٢) في (ب): أدمغ الكبر.
(٣) زيادة في (ج، د)، وفي (س) مثل حبة خردل.