حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في واجبات اليدين

صفحة 293 - الجزء 1

  ومما يجب بالنفس⁣(⁣١): طلب العلم؛ قال اللّه تعالى: {فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ}⁣[التوبة: ١٢٢]، وروي عنه ÷(⁣٢) أنه قال: «طلب العلم فريضة على كل مسلم». وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يخلفوا دينارا ولا درهما، وإنما ورّثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظّ وافر». وروي عن المسيح # أنه قال: (من علم وعمل بما علم⁣(⁣٣) دعي عظيما في ملكوت السماوات). وروي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «فضل العلم خير من فضل العبادة وخير دينكم الورع».

  ومما يجب على النفس: الورع فإنه روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «الورع سيد الأعمال».

  ومما يجب على النفس أيضا: دفع الضّرّ⁣(⁣٤) والظلم عن النفس والوالدين والأقربين والصاحب بالجنب والجار.

  ومما يحرم فعله على النفس: الظلم، وقتل النفس التي حرم اللّه إلا بالحق، والزنا، وشرب الخمر، وجميع ما يسكر ويفتّر لما روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «ما أسكر كثيره فقليله حرام»، ولما روي عنه ÷: «أنه نهى عن كل مسكر ومفتّر».


(١) في (أ): ومما يجب على النفس.

(٢) في (ع، ل، م): وروي عنه أيضا.

(٣) في (ث): من علم وعمل فيما علم. وفي (ع): من عمل بما علم.

(٤) في (ش، ع، ل): دفع الضرر.