حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في التجارة

صفحة 300 - الجزء 1

  حكى اللّه ذلك عنهم فقال - حاكيا عن إبراهيم #: {وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ}⁣[الصافات: ٩٩]، وقال تعالى: {فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}⁣[العنكبوت: ٢٦]، وقال تعالى - حاكيا عن موسى #: {قالَ رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}⁣[القصص: ١٧]، وقال لنبيه ÷: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ}⁣[الذاريات: ٥٤]، وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال: «خمس لا يعذر بجهلهنّ أحد: معرفة اللّه سبحانه لا يشبّهه بشيء⁣(⁣١) - ومن شبّه اللّه بشيء أو زعم أن اللّه يشبه شيئا فهو من المشركين - والحبّ في اللّه، والبغض في اللّه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واجتناب الظّلمة». وكذلك فعل الأئمة الهادون $: هاجر أمير المؤمنين # من المدينة إلى الكوفة. وهاجر القاسم # إلى جبال الرّس. وهاجر الهادي إلى الحق # إلى الغيل من صعدة، وغيرهم من الأئمة $.

فصل في الكلام في التجارة

  واعلم أنه يجب على المؤمن: أن ينظر فيما يصلح دينه ودنياه ويزيد في علمه ويقينه⁣(⁣٢) فما حقّ عنده أو غلب على ظنه⁣(⁣٣) أنه أسلم لدينه فعل ما يمكنه فعله في الحال، ويقدم⁣(⁣٤) لما يصلحه في المآل،


(١) في (ش): لا يشبّه بشيء.

(٢) في (أ، م): عمله ويقينه.

(٣) في (ص): أو غلب في ظنّه.

(٤) في (ج): أو يقدّم. وفي (س): وتقدّم. وفي (ط): ويقدّم.