حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الآجال

صفحة 332 - الجزء 1

  الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}⁣[التوبة: ١١١]، وقال تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ}⁣[الحج: ٤٠]، فأوجب على نفسه لمن قتل في سبيل اللّه الأجر⁣(⁣١)، وضمن له بالانتقام والنصر، وانتصار اللّه تعالى للشهيد في الآخرة⁣(⁣٢)، وقد يكون بعض النصر في الدنيا، قال اللّه تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ٥١ يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}⁣[غافر: ٥١ - ٥٢]، وقال تعالى فيما أوعد الظالمين:

  {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً}⁣[النساء: ٩٣].

  وقد روي عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه ÷: «ما من أحد يدخل الجنة فيحب أن يرجع إلى الدنيا ولو أن له ما على الأرض إلا الشهيد فإنه يتمنّى أن يرجع، فيقتل عشر مرات لما يرى من الكرامة». وعن زيد بن علي # عن أبيه عن جده عن علي $ قال: قال رسول اللّه ÷: «للشهيد سبع درجات: فأول درجة من درجاته أن يرى منزلته⁣(⁣٣) من الجنّة قبل خروج نفسه فيهون عليه ما به.

  والثانية: أن تبرز إليه زوجته من حور العين فتقول: أبشر يا ولي اللّه، فو اللّه ما عند اللّه خير لك مما عند أهلك.

  والثالثة: إذا خرجت نفسه جاء خزنة من الجنة فتولوا غسله وكفّنوه وحنطوه وطيبوه من طيب الجنّة.


(١) في (ع): لمن قتل في سبيله الآخرة.

(٢) في (ع): بالآخرة.

(٣) في (ع): أن يرى منزله.