حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

المؤلف

صفحة 36 - الجزء 1

  من جهات صعدة، فوصل إلى بلاد (بني شريف) و (سنحان الشام) ودعاهم إلى جهاد أهل (وادعة) و (يام) ثم أقبلت إليه قبائل (نهد) و (جنب) و (خثعم)، وقصد بهم وادعة و (يام)، ووقع القتال الشديد، والمعارك العظيمة التي انجلت بانهزام (الباطنية) وفرار من نجا منهم إلى نجران، وقال الإمام في ذلك قصيدته التي منها:

  اللّه أكبر أي نصر عاجل ... من ذي الجلال بفتح (غيل جلاجل)

  كم منة منه عليّ ونعمة ... وسعادة تترى، وفضل فاضل

  كفرت به (يام) و (وادعة) معا ... وتجبّروا، وتمسّكوا بالباطل

  وأتوا من الفحشاء كل كبيرة ... فعلا وقولا، فوق قول القائل

  دانوا بدين الباطنية وهو من ... دين المجوس وفوق جهل الجاهل

  ومنها:

  إني لحرب (الباطنية) قائم ... وأنا لهم ضدّ ولست بغافل

  كم قد ظفرت بهم فلم أظلم، وكم ... جاشت بحرب الكافرين مراجلي

  إني دمار الفاسقين ودمارهم ... للظالمين كمثل سم قاتل

  وعلى يديّ هلاكهم، ودمارهم ... آتي عليهم بالقضاء النازل

  يرجون أن حصونهم تنجيهم ... وحصونهم لهم ككفّة حابل

  ولسوف أنفيهم بعون إلهنا ... حقا، وألحقهم وراء الساحل

  يا قوم فاعتبروا بذاك وأبشروا ... فلقد ظفرتم بالإمام العادل

  ما بعدها عاينتموه شبيهة ... لمميّز في أمره أو عاقل⁣(⁣١)


(١) أئمة اليمن: ١٠١ - ١٠٢.