حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

المؤلف

صفحة 35 - الجزء 1

  وحاشاك أن تنسى السوابق منهم ... وما فعلته في القيود جدودها

  أتعلم أن الحق قام بنصره ... إلى الآن قحطان ابن هود وهودها

  وتعلم قحطان وهمدان إن عصت ... مقالك إنّ اللّه وهنا يزيدها

  فقد جمعها يا ابن النبي إلى الهدى ... فليس يقود القوم إلا رشيدها

  فما اجتمعت خيل الطعان بمشهد ... تكون به إلّا وأنت وحيدها

  ولا اعتركت خيل وخيل طعائن ... بحرّ القنا إلا وأن تحيدها

  ولا اجتمعت يوما نزار ويعرب ... بمجتمع إلا وأنت تسودها

  وإنك للمنصور من آل هاشم ... وما بعدها من غاية تستزيدها

  وكل أناس أعرضوا عنك وامتروا ... فما هم من الإسلام إلا يهودها

  فدمت مدى الدنيا لأمة أحمد ... تشد لها أركانها وتشيدها⁣(⁣١)

  ٢ - معركة غيل جلاجل

  ومن معاركه المشهورة معركة (غيل جلاجل) وكانت بينه وبين جماعة من (وادعة الخانق) الذين أظهروا مذهب الباطنية، واستحدثوا المنكرات، يقول المؤرخ زبارة: (في رجب سنة ٥٤٩ هـ تسع وأربعين وخمسمائة، كانت وقعة (غيل جلاجل) بالخانق من بلاد (وادعة) الشام، وكان قد تظاهر منهم ومن (يام) بمذهب الباطنية، وأحيوا بعدة ليلة الإفاضة التي يجتمع فيها الرجال والنساء منهم، ويفضي بعضهم إلى بعض بعد إطفاء مصابيحهم، وربما وقع الرجل منهم على ابنته أو أخته أو أمه، ولما بلغ الإمام ذلك غضب، وسار إلى بلاد الشام


(١) الحدائق الوردية: ٢/ ٢٤١ - ٢٤٣.