فصل في الكلام في الآجال
  والمرأة أيضا لم يتعبّدها اللّه بمثل ما تعبّد به الرجال، فإنه(١) لا يجب عليها الجهاد، ولا الجمعة، وصلاتها ناقصة عن صلاة الرجل، وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال في النساء: «ما رأيت ناقصات عقل ودين أغلب لعقول ذوي الألباب منهن. قيل: وما نقصان عقولهن؟
  قال: شهادة امرأتين بشهادة رجل، ونقصان دينهن أن إحداهنّ تمكث نصف عمرها لا تصلي» وفي بعض الأخبار «شطر عمرها»، وفي بعض الأخبار: «تمكث الليالي والأيام» فصح أن اللّه ما ساوى بين الناس في التعبد.
  وأما قولهم: (إن اللّه ساوى بين الناس في المجازاة). فالجزاء من اللّه على وجهين: جزاء واجب للعبد، أوجبه اللّه عليه نفسه، كقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}[الزلزلة: ٧ - ٨]، وكقوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...} إلى قوله: {وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا}[التوبة: ١١١]، وكقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}[النساء: ١٠٠]، وقوله:
  {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}[النساء: ١٢٣]، وقوله تعالى: {وَقَعَ} بمعنى: وجب.
  فهذا وأمثاله هو الجزاء الواجب، وليس الناس فيه بسواء بل يجزى كلّ بقدر عمله، والأعمال مختلفة. ونقول: إن اللّه ساوى بينهم في أنه يجزي كلّا منهم على عمله(٢) ولا يظلم أحدا منهم شيئا.
(١) في (ش، ي): فإنها.
(٢) في (ص): أنه يجزي كلا بعمله.