حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الآجال

صفحة 344 - الجزء 1

  والمرأة أيضا لم يتعبّدها اللّه بمثل ما تعبّد به الرجال، فإنه⁣(⁣١) لا يجب عليها الجهاد، ولا الجمعة، وصلاتها ناقصة عن صلاة الرجل، وقد روي عن رسول اللّه ÷ أنه قال في النساء: «ما رأيت ناقصات عقل ودين أغلب لعقول ذوي الألباب منهن. قيل: وما نقصان عقولهن؟

  قال: شهادة امرأتين بشهادة رجل، ونقصان دينهن أن إحداهنّ تمكث نصف عمرها لا تصلي» وفي بعض الأخبار «شطر عمرها»، وفي بعض الأخبار: «تمكث الليالي والأيام» فصح أن اللّه ما ساوى بين الناس في التعبد.

  وأما قولهم: (إن اللّه ساوى بين الناس في المجازاة). فالجزاء من اللّه على وجهين: جزاء واجب للعبد، أوجبه اللّه عليه نفسه، كقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}⁣[الزلزلة: ٧ - ٨]، وكقوله: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ...} إلى قوله: {وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا}⁣[التوبة: ١١١]، وكقوله: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}⁣[النساء: ١٠٠]، وقوله:

  {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ}⁣[النساء: ١٢٣]، وقوله تعالى: {وَقَعَ} بمعنى: وجب.

  فهذا وأمثاله هو الجزاء الواجب، وليس الناس فيه بسواء بل يجزى كلّ بقدر عمله، والأعمال مختلفة. ونقول: إن اللّه ساوى بينهم في أنه يجزي كلّا منهم على عمله⁣(⁣٢) ولا يظلم أحدا منهم شيئا.


(١) في (ش، ي): فإنها.

(٢) في (ص): أنه يجزي كلا بعمله.