حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الشفاعة

صفحة 367 - الجزء 1

  من الرّجال أربعا، وعمل من النساء أربعا، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، من اجتنب من الرجال: الدّماء، والأموال، والفروج، والأشربة. والمرأة: إذا حصّنت فرجها، وصلّت خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها». وروي عن سلمان [¥]⁣(⁣١) قال: قال رسول اللّه ÷: «من صلى ثماني ركعات من الليل، والوتر، يداوم عليهن حتى يلقى اللّه بهن فتح اللّه له اثني عشر بابا من الجنة يدخل من أي باب شاء»⁣(⁣٢). فدلّ على أن أبواب الجنة أكثر من ثمانية. ويحمل الخبر الأول في الثمانية الأبواب أنها لجنس من الناس، واللّه أعلم.

فصل في الكلام في الشفاعة

  اختلفت الأمة في الشّفاعة.

  فعندنا وعند المعتزلة أن الشفاعة للتائبين، وقد تكون أيضا في الدّرجات، والزّيادات.

  وذهبت المجبرة إلى أن الشفاعة لأهل الكبائر، واستدلّوا بما روي عن النبيء ÷ أنه قال: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي».


(١) هو أبو عبد اللّه سلمان الفارسي الصحابي الجليل الشهير أول مشاهده الخندق، أحد فضلاء الصحابة وأحد نقبائهم، أحد من اشتاقت إليه الجنة، ومن يرى تقديم الوصي أمير المؤمنين الإمام علي #. توفي بالمدائن سنة خمس وثلاثين من الهجرة النبوية. تمت.

(٢) في (ع): يدخل من أيها شاء.