حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في أطفال المشركين

صفحة 370 - الجزء 1

  رسول اللّه ÷ إذا دعي إلى جنازة سأل عنها فإن أثني عليها بخير صلّى عليها، وإن أثني عليها⁣(⁣١) بغير ذلك قال: «شأنكم بها»، ولم يصلّ عليها. فلو كان يشفع في الآخرة لأهل الكبائر لجاز له أن يصلي عليهم، ويدعو لهم في الدنيا.

فصل في الكلام في أطفال المشركين

  اختلفت الأمة في أطفال المشركين، فعندنا وعند المعتزلة أنهم في الجنّة، وأنهم كأطفال المسلمين إلا في الميراث والقبر، فإن آباءهم يرثونهم ويقبرونهم في مقابرهم.

  وذهبت المجبرة إلى أنهم معذّبون مع آبائهم في النار، واستدلوا بما رووا عن خديجة & أنها سألت النبيء ÷ فقالت: أين أطفالي منك؟ قال:

  «في الجنّة. فقالت: فأين أطفالي من غيرك؟ قال: في النار وإن شئت⁣(⁣٢) أسمعتك ضغاءهم». وبما رووا عنه ÷ أنه قال: «الوائدة والموءودة في النار» ولم يصح الخبر عندنا. فإن صحّ - أي خبر خديجة - فالمراد بذكره الكبار⁣(⁣٣)، وقد تسمّي العرب الغلام الشاب البالغ طفلا. قال الشاعر:

  عرضت لعامر والخيل تردي ... بأطفال الحروب مشمّرات


(١) في (ي، ج، د): وإن أخبر عنها.

(٢) في (ع): ولو شئت.

(٣) في (ص، ع): وإن صحا فالمراد بذكرهما الكبار. وفي (أ): فإن صح - أي خبر خديجة - فالمراد بذكرهما الكبار. وفي (ط): أما خبر خديجة ^، فإن صح فالمراد به الكبار.