حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في أطفال المشركين

صفحة 371 - الجزء 1

  وأما الموءودة فإن صح الخبر فالمراد (به)⁣(⁣١) الكبيرة؛ ومما يؤيد ذلك قول اللّه تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}⁣[التكوير: ٨ - ٩] فدلّ على أنها كبيرة؛ لأن الصغيرة لا تسأل، ولا ذنب لها، ولا حساب عليها. والموءودة: هي التي تدفن في القبر حيّة، وكانت الكفار تفعل ذلك، والموئد هو المثقل⁣(⁣٢) قال اللّه تعالى: {وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}⁣[البقرة: ٢٥٥] المراد به ولا يثقله⁣(⁣٣).

  وأما قول اللّه تعالى - حاكيا⁣(⁣٤) عن نوح #: {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً}⁣[نوح: ٢٧]، فالمراد به أن عاقبتهم إذا سلموا أن يكونوا مثل آبائهم فجّارا كفارا. قال اللّه تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}⁣[الأعراف: ١٧٩] يريد: أن عاقبتهم إلى جهنم. وقال تعالى في موسى #: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً}⁣[القصص: ٨] المراد به: أن عاقبته أن يكون لهم عدوا وحزنا، ومثل ذلك موجود في لغة العرب، قال بعض الحكماء:

  لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب


(١) ساقط في (ع).

(٢) في (أ): والمؤود هو المثقل.

(٣) في (ع): ولا يقله حفظهما.

(٤) في (ش، م، س): فيما حكى.