فصل في الكلام في أطفال المشركين
  وأما الموءودة فإن صح الخبر فالمراد (به)(١) الكبيرة؛ ومما يؤيد ذلك قول اللّه تعالى: {وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[التكوير: ٨ - ٩] فدلّ على أنها كبيرة؛ لأن الصغيرة لا تسأل، ولا ذنب لها، ولا حساب عليها. والموءودة: هي التي تدفن في القبر حيّة، وكانت الكفار تفعل ذلك، والموئد هو المثقل(٢) قال اللّه تعالى: {وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ}[البقرة: ٢٥٥] المراد به ولا يثقله(٣).
  وأما قول اللّه تعالى - حاكيا(٤) عن نوح #: {وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً}[نوح: ٢٧]، فالمراد به أن عاقبتهم إذا سلموا أن يكونوا مثل آبائهم فجّارا كفارا. قال اللّه تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}[الأعراف: ١٧٩] يريد: أن عاقبتهم إلى جهنم. وقال تعالى في موسى #: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً}[القصص: ٨] المراد به: أن عاقبته أن يكون لهم عدوا وحزنا، ومثل ذلك موجود في لغة العرب، قال بعض الحكماء:
  لدوا للموت وابنوا للخراب ... فكلكم يصير إلى ذهاب
(١) ساقط في (ع).
(٢) في (أ): والمؤود هو المثقل.
(٣) في (ع): ولا يقله حفظهما.
(٤) في (ش، م، س): فيما حكى.