حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في أزواج أهل الجنة

صفحة 376 - الجزء 1

  وكذلك الأرض. فلو كانت الجنّة قد خلقت لم تكن إلا في السماء أو في الأرض، وإذا كانت قد خلقت في السماء كيف تبدّل⁣(⁣١) السماء وتبقى الجنة التي فيها، وما فيها من الحور⁣(⁣٢) والولدان؟ فصح ما قلنا.

  فإن قيل: إن مذهبكم أن إرادة اللّه هي مراده، فهل قد أراد خلق الجنة أم لم يرده؟

  قلنا: إن الخبر غير المخبر عنه فقد أراد اللّه الإخبار بالجنة ولم يرد خلقها، ولو أراد خلقها لكانت قد خلقت، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}⁣[غافر: ٦٨] وقد قدمنا الكلام في الإرادة في موضعه بما فيه كفاية فلا تعلّق لمخالفنا⁣(⁣٣) بهذا.

  ومعنى قول اللّه: {وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} يريد بقدرته، ومثل ذلك موجود في لغة العرب، قال الشاعر وهو الشّماخ:

  إذا ما راية رفعت لمجد ... تلقّاها عرابة باليمين

  يريد بالقوة.


(١) في (ص): فكيف تبدل.

(٢) في (ش): من الحور العين.

(٣) في (ب): لمخالفينا.