حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

(10) باب حقيقة معرفة الكتاب

صفحة 381 - الجزء 1

(١٠) باب حقيقة معرفة الكتاب

  اعلم أن اللّه تعالى جعل كتابه حجّة له على العباد، وداعيا إلى الحق والرشاد، وزاجرا عن الغي والفساد، ومرغّبا في الجنة، ومخوّفا من النار، وجعله مؤكّدا الحجة العقول، وشاهدا بصدق الرسول، وحاكما بين الناس، ومبيّنا للالتباس، وجعل فيه جميع ما يحتاج إليه من علم الأصول والفروع، ومعرفة الحلال والحرام، ومعرفة القضاء والأحكام والمواريث وعلم الشّرع وقصص الأولين، وبيان ما يكون⁣(⁣١) في يوم الدين، وجعله نورا للمؤمنين، وضياء للمهتدين، وجعله بالغا موجزا، وقريب المتناول معجزا، وقد سماه اللّه هدى، وموعظة، وذكرا، وعزيزا، ومباركا ونورا، وغير ذلك من الأسماء الحسنة، قال اللّه تعالى: {شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ}⁣[البقرة: ١٨٥]، وقال تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ ٤١ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}⁣[فصلت: ٤١ - ٤٢]، وقال تعالى: {كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ}⁣[ص: ٢٩]، وقال تعالى:

  {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ}⁣[الحجر: ٩]، وقال: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ}⁣[الزخرف: ٤٤]، وقال تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ


(١) في (ع، ص): ونبأ ما يكون.