حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في فضائل القرآن

صفحة 386 - الجزء 1

  وقّر اللّه، ومن استخفّ بحق القرآن فقد استخفّ بحقّ اللّه، وحرمة القرآن عند اللّه كحرمة الوالد على ولده، وحملة القرآن يدعون في التوراة المخصوصين برحمة اللّه المتلبسين نور اللّه⁣(⁣١)، المعلّمين كلام اللّه، من والاهم فقد والى اللّه، ومن عاداهم فقد عادى اللّه، يدفع عن مستمع القرآن بلوى الدنيا، ويدفع عن تالي القرآن بلوى الآخرة».

  وعن ابن أبي أوفى قال: قام رجل إلى النبيء ÷ فقال:

  يا رسول اللّه، أيّ العمل أحبّ إلى اللّه ø؟ قال: «عمل الحالّ المرتحل». قال: يا رسول اللّه، وما الحالّ المرتحل؟ قال: «صاحب القرآن يضرب من أوّله إلى آخره، ومن آخره إلى أوّله كلّما حلّ ارتحل».

  وروي عن زيد بن علي عن أبيه عن جده $ قال: خطب أمير المؤمنين # فقال في خطبته: الحق طريق الجنّة، والباطل طريق النار، وعلى كل طريق داع يدعو إلى طريقته، فمن أجاب داعي الحق أدّاه إلى الجنّة، ومن أجاب داعي الباطل أدّاه إلى النار، ألا وإن داعي الحق كتاب اللّه فيه خبر ما قبلكم، ونبأ ما بعدكم، من عمل به أجر، ومن خالفه دحر، ألا وإن الداعي إلى الباطل عدوّكم الذي أخرج أبويكم من الجنّة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، ألا فاعصوا عدوّكم، وأطيعوا ربكم، ومن أحقّ بكم من اللّه الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم.

  ومما يدلّ على أن القرآن بخلاف كلام الناس: أن كلام الناس


(١) في (ب): الملبسين نور اللّه.