حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الناسخ والمنسوخ

صفحة 407 - الجزء 1

  الكافرين، وذلك لاستماع المؤمنين الأمر، وبعد الكافرين عن (استماع)⁣(⁣١) الأمر والطاعة.

  ومنه الخاص لبعض المؤمنين وهو مثل قوله تعالى: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ}⁣[المائدة: ٥٥]، فهذه الآية خاصة لعلي أمير المؤمنين⁣(⁣٢) # إذ لا يكون الولي إلا غير المولّى عليه.

  ومنه ما يوجب العلم مثل قول اللّه تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها}⁣[الحديد: ١٧] وأشباه ذلك.

  ومنه ما يوجب العمل مثل قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ}⁣[البقرة: ٤٣] وأشباه ذلك.

  ومنه محذوف الجواب مثل قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعاً}⁣[الرعد: ٣١]، المراد به⁣(⁣٣): لكان هذا القرآن، فحذف الجواب⁣(⁣٤) لعلم السامع.

  ومثل قول اللّه تعالى: {أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ ...} إلى قوله: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ٥ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ}⁣[التكاثر: ١ - ٦]، أراد: كلا لو تعلمون علم اليقين لما ألهاكم التكاثر، فحذف الجواب لعلم السامع.


(١) ساقط في (ص).

(٢) في (ه، ي، ل): خاصة بأمير المؤمنين.

(٣) في (ص): فإن المراد به.

(٤) في (ط، س، م): فمحذوف الجواب.