حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الناسخ والمنسوخ

صفحة 406 - الجزء 1

  وصلاة الفجر، وخافت بها في صلاة الظهر والعصر، وجهر⁣(⁣١) بالأذان، والإقامة والتكبير، وقوله: (سمع اللّه لمن حمده)، والتسليم في جميع الصلوات؛ وذلك مرويّ عنه ÷ بالأخبار المتظاهرة، وهو إجماع الأمة، وقد أمرنا اللّه باتباعه فقال: {وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}⁣[الحشر: ٧] فبطل قول الباطنية.

  ومن القرآن ما هو في مخرجه عامّ، وفي معناه خاصّ؛ وذلك مثل قول اللّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}⁣[آل عمران: ٣٣ - ٣٤]، فمخرج الآية يدل على أن اللّه تعالى اصطفى آل إبراهيم وآل عمران على العموم والكمال، والمعنى: أنه خصّ⁣(⁣٢) بالاصطفاء من آل إبراهيم وآل عمران من يستحق الاصطفاء لقوله تعالى: {لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ}⁣[البقرة: ١٢٤].

  ومن الكتاب العام لجميع العباد، مثل قوله تعالى: {يا عِبادِ فَاتَّقُونِ}⁣[الزمر: ١٦].

  ومنه العام لجميع الناس المتعبّدين مثل قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}⁣[البقرة: ٢١].

  ومنه العام للمؤمنين مثل قوله: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ}⁣[الجمعة: ٩]، فهذا الأمر عامّ للمؤمنين دون


(١) في (ب، ج، ت، ص، ع): ويجهر.

(٢) في (ع): أن اللّه خصّ.