حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في نبيئنا محمد ÷

صفحة 420 - الجزء 1

  واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم». فلما اختاره اللّه واصطفاه، أرسله إلى الأبيض والأسود والأحمر.

  وكان أول ما ظهر له⁣(⁣١) من المعجزات نزول جبريل # عليه ÷، وكان جبريل رسولا من اللّه إلى محمد ÷ قال اللّه: {جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}⁣[فاطر: ١].

  والذي دلّ محمدا ÷ على أن جبريل - صلى اللّه عليه - رسول من اللّه (إليه)⁣(⁣٢) ما أراه من المعجزة الخاصّة لنفسه⁣(⁣٣)؛ لأنه لو لم يره معجزة لنفسه لم يتحقّق صدقه، كما أنه لا يتحقق⁣(⁣٤) صدق النبيء ÷ إلا بمعجزة.

  فأول ما نزل جبريل إلى النبيء ÷ ما روي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي $ قال: نزل إلى رسول اللّه ÷ جبريل وعليه جبّة من سندس بأعلى الوادي وهو يرعى غنما لأبي طالب، فأخرج [له]⁣(⁣٥) درنوكا من درانيك الجنة فأجلسه عليه، ثم أخبره أنه رسول اللّه (إليه)⁣(⁣٦) يأمره بما أراد⁣(⁣٧) اللّه أن يأمره به، فلما أراد جبريل - صلى اللّه عليه - أن يقوم أخذ رسول اللّه ÷ بطرف ثوبه


(١) في (ص، ب): ما أظهره اللّه له.

(٢) ساقط في (ب).

(٣) في (ص): الخاصة بنفسه.

(٤) في (ج): لم يتحقق.

(٥) زيادة في (ب).

(٦) ساقط في (ب، ص، ط).

(٧) في (ب، ص، ط): وأمره بما أراد.