حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في نبيئنا محمد ÷

صفحة 422 - الجزء 1

  جابر بن عبد اللّه، وذلك أنه أخذ كفّا من تمر فوضعه في وسط ثوب كبير ثم حرّكه ودعا فيه، فزاد وربا حتى امتلأ الثوب تمرا، ومثل ما كان منه في عشاء جابر بن عبد اللّه وهو صاع شعير وعناق صغيرة أكل منها ألف رجل، وما كان منه في الوشل الذي ورده هو والمسلمون في غزوة تبوك فوضع يده تحت الوشل فوشل فيها ملأها من الماء ثم ضربه ودعا فيه فانفجر بمثل عنق البعير⁣(⁣١).

  ومن معجزاته ÷: ما روي أن يهوديا قال لعلي أمير المؤمنين #: إن موسى بن عمران # قد أعطي العصا فكان ثعبانا. قال: فقال له علي #: قد كان ذلك، ومحمد ÷ قد أعطي ما هو أفضل من هذا: إن رجلا كان يطلب أبا جهل بن هشام لعنه اللّه بدين كان له عنده فلم يقدر عليه، واشتغل عنه وجلس يشرب، فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟ فقال: (أطلب)⁣(⁣٢) عمرو بن هشام (يعني أبا جهل) ولي عليه دين. فقالوا: ندلّك على من يستخرج لك حقك؟ قال: نعم، فدلوه على النبيء ÷، وكان أبو جهل يقول:

  ليت لمحمد إليّ حاجة فأسخر به وأردّه، فأتى الرجل إلى النبيء ÷ فقال: يا محمد بلغني أن بينك وبين أبي الحكم⁣(⁣٣) حسبا، وأنا أستشفع بك إليه، فأتاه فقال له: «قم فأدّ الرجل حقه» فقام مسرعا حتى أدّى إليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: كل ذلك فرقا من محمد؟ قال: ويحكم أعذروني إنه لما أقبل إليّ رأيت عن يمينه


(١) في (ه، م): مثل عنق البعير.

(٢) ساقط في (ع، ب).

(٣) في (ص): وبين أبي جهل.