فصل في الكلام في نبيئنا محمد ÷
  رجالا بأيديهم حراب تلألأ، وعن يساره ثعبانين تصطكّ أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، فلو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني، ويبتلعني الثعبانان، فهذا أكبر مما أعطي موسى - صلى اللّه عليه - ثعبان بثعبان موسى، وزاد اللّه محمدا ÷ ثعبانا وثمانية أملاك.
  ومن معجزاته ÷ ما روي أنه لما كان في غزوة تبوك ضلّت ناقته، فنادى الناس: [أن](١) أقيموا فإن ناقة رسول اللّه ÷ قد ضلّت، فاجتمع ناس من المنافقين فقالوا: يحدثنا عن القيامة وما يكون في غد وما يعلم مكان ناقته! فأتاه جبريل - صلى اللّه عليه - فقال: أترى أولئك الجلوس إنهم يقولون: يحدثنا عن القيامة(٢) وما يكون في غد ولا يعلم مكان ناقته. فإن ناقتك في شعب كذا وكذا، متعلّق زمامها بشجرة. فنادى النبيء ÷ بالصلاة جامعة، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: «إن أناسا يزعمون أنّي أحدثهم عن القيامة وما يكون في غد ولا أعلم مكان ناقتي، وإن ناقتي في شعب(٣) كذا وكذا متعلّق زمامها بشجرة تجتر» فبادر المسلمون إليها حتى أتوها(٤).
  ومن معجزاته ÷ ما روي أنه كان يخطب على الجذع من قبل أن ينصب المنبر، فلما نصب وتحوّل النبيء ÷ حنّ الجذع كما يحن الفصيل فلم يسكن حتى ضمّه إليه النبيء ÷(٥).
(١) زيادة في (ع).
(٢) في (أ): من القيامة.
(٣) في (ج): في مكان.
(٤) في (ب، ص، د): حتى أتوا بها.
(٥) في (ض): حتى التزمه النبي ÷.