حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في نبيئنا محمد ÷

صفحة 423 - الجزء 1

  رجالا بأيديهم حراب تلألأ، وعن يساره ثعبانين تصطكّ أسنانهما، وتلمع النيران من أبصارهما، فلو امتنعت لم آمن أن يبعجوا بالحراب بطني، ويبتلعني الثعبانان، فهذا أكبر مما أعطي موسى - صلى اللّه عليه - ثعبان بثعبان موسى، وزاد اللّه محمدا ÷ ثعبانا وثمانية أملاك.

  ومن معجزاته ÷ ما روي أنه لما كان في غزوة تبوك ضلّت ناقته، فنادى الناس: [أن]⁣(⁣١) أقيموا فإن ناقة رسول اللّه ÷ قد ضلّت، فاجتمع ناس من المنافقين فقالوا: يحدثنا عن القيامة وما يكون في غد وما يعلم مكان ناقته! فأتاه جبريل - صلى اللّه عليه - فقال: أترى أولئك الجلوس إنهم يقولون: يحدثنا عن القيامة⁣(⁣٢) وما يكون في غد ولا يعلم مكان ناقته. فإن ناقتك في شعب كذا وكذا، متعلّق زمامها بشجرة. فنادى النبيء ÷ بالصلاة جامعة، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: «إن أناسا يزعمون أنّي أحدثهم عن القيامة وما يكون في غد ولا أعلم مكان ناقتي، وإن ناقتي في شعب⁣(⁣٣) كذا وكذا متعلّق زمامها بشجرة تجتر» فبادر المسلمون إليها حتى أتوها⁣(⁣٤).

  ومن معجزاته ÷ ما روي أنه كان يخطب على الجذع من قبل أن ينصب المنبر، فلما نصب وتحوّل النبيء ÷ حنّ الجذع كما يحن الفصيل فلم يسكن حتى ضمّه إليه النبيء ÷(⁣٥).


(١) زيادة في (ع).

(٢) في (أ): من القيامة.

(٣) في (ج): في مكان.

(٤) في (ب، ص، د): حتى أتوا بها.

(٥) في (ض): حتى التزمه النبي ÷.