حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب #

صفحة 444 - الجزء 1

  وروي عنه ÷ أنه قال يوم غدير خمّ: «أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول اللّه، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»⁣(⁣١).


(١) قال مولانا العلامة الحجة نجم آل الرسول مجد الدين بن محمد المؤيدي حفظه اللّه تعالى وأيده في مؤلفه كتاب (لوامع الأنوار) ما لفظه: قال الإمام الحجة المنصور باللّه عبد اللّه بن حمزة @ في الشافي: هذا حديث الغدير، ظهر ظهور الشمس، واشتهر اشتهار الصلوات الخمس. ومن كلامه #: ورفع الحديث مفرّعا إلى مائة من أصحاب رسول اللّه ÷، منهم: العشرة، ومتن الحديث فيها واحد، ومعناه واحد، وفيه زيادات نافعة، في أول الحديث وآخره، وسلك فيه اثنتي عشرة طريقا، يعني بهذا صاحب المناقب.

قال الإمام #: بعضها يؤدي إلى غير ما أدى إليه صاحبه، من أسماء الرجال المتصلين بالنبي ÷، وقد ذكر محمد بن جرير الطبري صاحب التأريخ خبر يوم الغدير وطرقه من خمس وسبعين طريقا، وأفرد له كتابا سماه كتاب الولاية. وذكر أبو العباس أحمد بن محمد بن عقدة خبر يوم الغدير، وأفرد له كتابا، وطرقه من مائة وخمس طرق، ولا شك في بلوغه حد التواتر، ولم نعلم خلافا ممن يعتد به من الأمة. انتهى.

وكلام أئمة آل محمد ~ وعليهم في هذا المقام الشريف وغيره معلوم في جميع مؤلفاتهم في هذا الشأن. وقد رواه السيد الإمام الحسين بن الإمام القاسم بن محمد $ في الهداية عن ثمانية وثلاثين صحابيا بأسمائهم، غير الجملة، كلها من غير طرق أهل البيت $، وقال الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير: إن خبر الغدير يروى بمائة وثلاث وخمسين طريقا. انتهى.

وأما غيرهم، فقد أجمع على تواتره حفّاظ جميع الطوائف، وقامت به وبأمثاله حجّة اللّه على كل موالف ومخالف. وقد قال الذهبي: بهرتني طرقه، فقطعت بوقوعه. انتهى. وعدّه السيوطي في الأحاديث المتواترة، وقال الغزالي في كتابه (سر العالمين): لكن أسفرت الحجة وجهها، وأجمع الجماهير على خطبة يوم الغدير، وذكر الحديث، واعترف ابن حجر في صواعقه: أنه رواه ثلاثون صحابيّا. وذكر ابن حجر العسقلاني في تخريجه أحاديث الكشاف عن سبعة وعشرين صحابيا، ثم قال: وآخرون، كل منهم يذكر أسماء أفرادهم غير الجملة:

مثل: اثني عشر، ثلاثة عشر، جمع من الصحابة ثلاثين رجلا. وقال المقبلي فيه في الأبحاث المسدّدة: فإن كان هذا معلوما وإلا فما في الدنيا معلوم. انتهى من (لوامع الأنوار) ص (٣٨ - ٣٩) ج ١.