حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الأئمة من بعدهما

صفحة 476 - الجزء 1

  ومن مات ليس إمام جماعة⁣(⁣١) - ولا لإمام جماعة في عنقه طاعة - أماته اللّه ميتة جاهلية».

  والعقل يحكم أن الأمة لا تستغني عن الإمام، وبسبب فقده وعدمه ومعصية الناس له فسد الدين وفسد الناس، والأمة مجمعة على أن قيام الإمام واجب، وأنه لا غنى للناس عنه. وأيضا فإن أهل البيت $ مجمعون على أن الإمامة محصورة في ولد الحسن والحسين، محظورة على غيرهم، وإجماعهم حجّة.

  والدليل على أن إجماعهم حجة قول اللّه تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣[الشورى: ٢٣]، فلما أوجب اللّه مودّتهم وجب ترك مخالفتهم، لأن مخالفتهم خلاف المودّة، والعقل يحكم بذلك، وقال تعالى: {وَجاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ...} الآية [الحج: ٧٨]، وهو تعالى لا يختار شهداء إلا العدول الذين لا يجمعون على خطأ، وليس لأحد أن يقول: (إن)⁣(⁣٢) هذا عامّ في ولد إبراهيم؛ لأن من سوى أهل البيت $ خرج من حكم هذه الآية بالإجماع، فبقيت الآية متناولة لهم.

  وقالت المرجئة والحشوية، وسائر المجبرة: الإمامة في قريش⁣(⁣٣)


(١) في (ع، ص): ليس بإمام جماعة.

(٢) ساقط في (ع).

(٣) في (أ): الإمامة من قريش.