فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $
  وكان من أمر زيد بن علي @: أنه لما علم أن الحجّة قد وجبت عليه للّه دعا إلى طاعة اللّه، وإلى الجهاد في سبيل اللّه، وإلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان في وقت هشام بن عبد الملك، فأجابه قوم، والتأموا إليه بعد مدّة، ثم إنه خرج في قتال هشام، وقد خرج في لقائه يوسف بن عمرو الثقفي فإنه بلغنا عن زيد بن علي @ أنه كتّب كتائبه، فلما خفقت راياته رفع يديه إلى السماء ثم قال: (الحمد للّه الذي أكمل لي ديني، واللّه ما يسرني أني لقيت(١) محمدا ÷ ولم آمر (في)(٢) أمته بالمعروف، ولم أنههم عن المنكر، واللّه ما أبالي إذا أقمت كتاب اللّه ø، وسنّة رسول اللّه ÷ أن(٣) أجّجت لي نار ثم قذفت فيها ثم صرت فيما بعد ذلك إلى رحمة اللّه، واللّه لا ينصرني أحد(٤) إلا كان في الرفيق الأعلى مع محمد ÷، ونحن بنوه يا معاشر الفقهاء ويا أهل الحجا أنا حجة اللّه عليكم، ثم هذه يدي مع أيديكم، على أن نقيم حدود اللّه، ونعمل بكتاب اللّه، ونقسم بينكم بالسّويّة، فاسألوني عن معالم دينكم فإن لم أنبئكم عما سألتم عنه فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم منّي، واللّه لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم جدّي الحسين بن علي، وعلم علي بن أبي طالب وصيّ رسول اللّه ÷ وعيبة علمه، وإني لأعلم أهل بيتي، واللّه ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني
(١) في (ث): أن لقيت.
(٢) ساقط في (ع، ب).
(٣) في (ع): أنه.
(٤) في (ش، ه، ب): لا نصرني أحد.