حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $

صفحة 482 - الجزء 1

  من شمالي، ولا انتهكت محرّما منذ عرفت أن اللّه يؤاخذني به، هلمّوا فاسألوني) ثم سار حتى انتهى إلى الكناسة فحمل على جماعة من أهل الشام كانوا بها، ثم سار إلى الجبّانة، ويوسف بن عمرو مع أصحابه على التّلّ فشدّ بالجمع على زيد وأصحابه.

  قال راوي الحديث وهو أبو معمر: فرأيته # يشدّ عليهم كأنه الليث حتى قتلنا منهم⁣(⁣١) أكثر من ألفي رجل، ما بين الحيرة والكوفة، وتفرّقنا فريقين، وكنا من أهل الكوفة أشدّ خوفا.

  قال أبو معمر: فلما كان يوم الخميس حاصت منّا حيصة (منهم)⁣(⁣٢)، واتبعتهم فرساننا فقتلنا أكثر من مائتي رجل، فلما جنّ الليل - ليلة الجمعة - كثر فينا الجراح، واستبان فينا الفشل، وجعل زيد يدعو ويقول: (اللهم إن هؤلاء يقاتلون عدوك، وعدو رسولك عن دينك الذي ارتضيته لعبادك فأجزهم أفضل ما جزيت أحدا من عبادك المؤمنين)، ثم قال: أحيوا هذه الليلة بقراءة القرآن، والدعاء والتهجّد، والتضرّع إلى اللّه، وأنا أعلم واللّه ما أمسى على وجه الأرض عصابة أنصح للّه تعالى ولرسوله # وللإسلام منكم.

  فكان⁣(⁣٣) غاية أمره أنه قتله يوسف بن عمرو - لعنه اللّه - وصلبه في الكوفة، فأقام على الخشبة سنتين ثم أحرقه، ونسف رماده⁣(⁣٤) في البحر، لعن اللّه قاتله وباغضه وخاذله.


(١) في (ش، م، ل): حتى قتل منهم.

(٢) ساقط في (ش).

(٣) في (ع، ص): وكان.

(٤) في (ش): وسفى رماده.