حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $

صفحة 486 - الجزء 1

  عمر بن عبد العزيز من بني أميّة، فإنه روي أنه ردّ فدكا على محمد بن علي الباقر @، وفي عمر بن عبد العزيز يقول كثير عزّة:

  ولّيت فلم تشتم عليّا ولم تخف ... بريّا ولم تتبع سجيّة مجرم

  وقلت فصدّقت الذي قلت بالذي ... فعلت فأضحى راضيا كلّ مسلم

  ثم قام القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $ فدعا إلى طاعة اللّه، وكان خروجه بغربي مصر فأجابه منهم كثير، وبايعوه وأقام معهم مدّة قليلة ثم سألوه عن أبي بكر وعمر فقال: كانت لنا أمّ صدّيقة ابنة صدّيقة ماتت⁣(⁣١) وهي غضبانة عليهما، ونحن غاضبون لغضبها، لقول رسول اللّه ÷: «إن اللّه يغضب لغضب فاطمة». فغضبوا عليه، فلما رأى منهم الكراهة له والإدبار عنه لحق بجبال الرسّ فأقام بها مدّة وأظهر دين جدّه رسول اللّه ÷، وأظهر علم أهل البيت $ - ولم يظهر قبله أحد لأجل ولاية بني أميّة وبني العباس - كما ظهرت علوم العامّة، وسنذكر من ذلك طرفا في موضعه إن شاء اللّه تعالى. فما زال # يعلّم الناس، وينشر العلم حتّى توفّي هنالك # ثم لزم مجلسه ولده محمد بن القاسم #.

  ثم قام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $،


(١) في (ل، م): ابنة صدّيق فماتت.