فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $
  فخرج إلى اليمن وكان قد استدعاه بعض أهل اليمن، فدعا إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله ÷، وإلى طاعة اللّه والجهاد في سبيله، فأجابه قوم من أهل اليمن وخالفه أكثرهم، فحارب الظالمين وحاربوه، وأخافهم وأخافوه، وباينهم وباينوه، ثم وصل إليه قوم من أهل طبرستان، أهل علم ودين فنصروه، وأظهر من علم أهل البيت $ ما لم يظهره غيره (من الأئمة)(١)، وجاهد جهادا شديدا، وبلغ في أعداء اللّه وأعدائه ما لم يكن يبلغه غيره من الأئمة $، ونفى ولاة بني العبّاس من اليمن، حتّى بلغ بعضهم العراق يطلب النصرة عليه من هنالك، وبلغ له شعر إلى العراق يتهدّدهم فيه يقول فيه:
  فلئن تمكنني المنية فينة ... إن المنية قد تعول وتصرع
  فعليّ أن أوطئ السنابك عنوة ... مدن العراق ومن بها يترفّع
  حتى أجازيهم بما قد قدّموا ... مثلا بمثل والأنوف تجدع
  فأظهر الأحكام، وأعزّ الإسلام، وكفل الأيتام، وعدل في الرعيّة، وقسم بالسويّة، وأحيا الدين، وأعزّ المؤمنين، وأذلّ الفاسقين، وأخرج أكثر أهل اليمن من قول(٢) المجبرة المشبّهتين، ثم توفي بصعدة # ورحمه اللّه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
(١) ساقط في (ط، ي).
(٢) في (ي، د): من أقوال.