حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $

صفحة 489 - الجزء 1

  دون الإمام بن الإمام أخ النهى ... أبغي الرضا لخالقي وغياثي

  وكانت ولاية أحمد بن يحيى الناصر ثلاثا وعشرين سنة.

  وقام الحسن بن علي الناصر # - من ولد الحسين بن علي # - في عصر الهادي إلى الحق # وجاهد في الدّيلم فدعا إلى طاعة اللّه، وجاهد في سبيل اللّه⁣(⁣١)، وكان أهل الدّيلم من قبله مشركين، فردّهم مؤمنين.

  روي عنه # أن أصناف الرعيّة ازدحموا في مجلسه حين دخل آمل، فخطب خطبة قال فيها: (أيها الناس إني دخلت بلاد الديلم وهم مشركون يعبدون الشجر والحجر، لا يعرفون خالقا، ولا يدينون دينا، فلم أزل أدعوهم إلى الإسلام وأتلطّف بهم حتى دخلوا فيه إرسالا، وأقبلوا إليه إقبالا، وظهر فيهم الحق، وعرفوا العدل والتوحيد، فهدى اللّه بي منهم زهاء مائتي ألف من رجل إلى امرأة، فهم الآن يتكلّمون بالعدل والتوحيد مستبصرين، ويتناظرون مجتهدين، ويدعون إلى اللّه محسنين، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويقيمون حدود الصلوات المكتوبات والفرائض المفروضات، وفيهم من لو وجد ألف دينار ملقى على الطريق لم يأخذ ذلك لنفسه، وينصبه على رأس عود ينشده ويعرّفه، ثم قاموا بنصرتي، وناصبوا آباءهم وأبناءهم وأكابرهم الحرب، فهم من هواي وأتباع رأيي في نصرة الحق وأهله، لا يولّي أحد منهم من عدوّه،


(١) في (ص): وإلى الجهاد في سبيله.