فصل في الكلام في إمامة زيد بن علي @ ومن قام بعده من الأئمة $
  ثم قام ولده محمد بن يحيى المرتضى $ فبايعه شيعة أبيه، وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر مدّة ثم ناله مرض، فقام أخوه أحمد بن يحيى الناصر # فدعا إلى طاعة اللّه، وإلى الجهاد في سبيله، فجاهد القرامطة والظالمين حتى أذلّهم وكف حدّهم وأوهن عراهم، وطردهم من كثير من البلاد ونفاهم، وأكّد شريعة أبيه في اليمن، وأظهر فيه كل الفرائض والسّنن. وتوفي هو وأخوه @ بصعدة.
  وكانت ولاية الهادي إلى الحق # خمس عشرة سنة، وتوفي # يوم الأحد لعشرين يوما من ذي الحجة سنة ثمان وتسعين ومائتين (٢٩٨ هـ) وكانت ولاية المرتضى # سنتين، وتوفي في المحرّم سنة عشر وثلاثمائة سنة (٣١٠ هـ) وكان في مدّة حياته في ولاية أخيه بصعدة، يعضده ويعينه ويقوّيه ويقول بإمامته.
  وبلغنا أنه لما قتل قتلة من القرامطة يقال: إنه قتل منهم ألفي قتيل أبرد إلى أخيه يبشّره بذلك، فردّ عليه المرتضى # الجواب يقول فيه:
  ورد البريد مبشّرا برسالة ... من بعد قتلك للعدى بثلاث(١)
  فوددت أني كنت حاضر وقعة ... أودت بكلّ منافق نكّاث
  حتى أجول على الحصان بصعدة ... ولدى النّزال بالمهنّد جاثي
(١) في (م): من بعد قتلك للعدو بثلاث.