فصل في الكلام في فرق الشيعة
  بأن قالوا: هو يعلم الغيب. ورووا عن بعض أئمتهم أنه قال: كلامي كلام أبي، وكلام أبي كلام جدي، وكلام جدي كلام رسول اللّه ÷، فلا يمتنع الرجل منهم - إذا سمع أحد أئمتهم يتكلّم بكلام - أن يقول: سمعت رسول اللّه ÷؛ ولهذا امتنعت العلماء من قبول الأخبار منهم.
  فمن أئمتهم(١) الذين أجمعوا عليهم أنهم يقولون: أوصى الحسين بن علي @ إلى علي بن الحسين، وأوصى علي بن الحسين إلى محمد بن علي، وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد.
  واختلفوا في جعفر، وفيمن بعده، فقالت الناروسية: إن جعفر بن محمد حيّ لم يمت، وهو المهدي، ونسبوا إلى رئيس لهم يقال له:
  ناروس، من أهل البصرة.
  وقالت الفطحية: بإمامة عبد اللّه بن جعفر، وكان أفطح الرأس، فلذلك سموا الفطحية.
  وقالت الشمطية: بإمامة محمد بن جعفر، ونسبوا إلى يحيى [بن](٢) الأشمط وكان رئيسا لهم، وقيل: إن الفطحية نسبوا إلى رئيس لهم، يقال له عبد اللّه بن فطيح، وقد انقضت هذه الفرق.
  وفرقة منهم وهم الإسماعيلية، وهم المباركية والخطابية.
  فقالت المباركية بإمامة محمد بن إسماعيل.
(١) في (ه): ومن أئمتهم.
(٢) زيادة في (ع).