حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في فرق الشيعة

صفحة 498 - الجزء 1

فصل في الكلام في فرق الشيعة

  اختلفت الشيعة على ثلاث فرق، ففرقة هم الزيدية، وقد ذكرناهم بما فيه كفاية.

  وفرقة هم الكيسانية فإنهم قالوا: إن الإمام بعد الحسين بن علي أخوه محمد بن الحنفيّة $.

  ثم اختلفوا فيما بينهم، فقال السيد الحميري ومن قال بقوله: هو بجبال رضوى أسد عن يمينه ونمر عن شماله، يأتيه رزقه بكرة وعشية⁣(⁣١)، ثم يظهر فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

  وقال حيان السراج⁣(⁣٢) ومن قال بقوله: هو بجبال رضوى ميّت، وأن اللّه يبعثه فيملأها عدلا كما ملئت جورا.

  وقال الصنف الثالث - أبو مسلم وأصحابه: إنه مات وقد أوصى إلى ابنه أبي هاشم عبد اللّه بن محمد - وقالوا: هي في ولده بالوصاية⁣(⁣٣).

  وفرقة هم الإمامية - ويسميهم أهل العراق الروافض والغلاة - فإنهم قالوا: لا تصح الإمامة إلا بالنص، ولا تقبل الأخبار إلا من إمام ممن نصوا عليه⁣(⁣٤)، ولا يجوز عندهم الاجتهاد إلا له، ووصفوه بصفة اللّه،


(١) في (ص): وعشيّا.

(٢) في (ي): حبّان السراج.

(٣) في (ب، ص): بالوصاة.

(٤) في (ص، ل): ممن نصّ عليه.