فصل في الكلام في فرق الشيعة
  فقلت: يا ابن رسول اللّه إن رأيت(١) أن أعارض بها ما كتبت من هذه الصحيفة، فأذن لي في ذلك(٢)، فعارضت بصحيفة زيد صحيفة محمد @ فلم أجد ما يغادر منها(٣) حرفا، ثم استأذن أبا عبد اللّه في دفعها إلى ابني عبد اللّه بن الحسن فقال: (إن اللّه يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) فلما نهضت قال: مكانك. ثم وجّه ابنه إلى محمد وإبراهيم ابني عبد اللّه فجاءا فقال: هذا ميراث ابن عمّكما من أبيه قد خصّكما دون إخوته ونحن مشترطون عليكما فيه شرطا، قالا: قل يرحمك اللّه، فقولك المقبول. قال: لا تخرجا هذه الصحيفة من المدينة.
  قالا: ولم ذاك(٤) يغفر اللّه لك؟ قال: إن ابن عمكما خاف عليها أمرا أخافه أنا عليكما. قال: إنما خاف عليها حين علم أنه يقتل، قال أبو عبد اللّه: وأنتما فلا تأمنا، فو اللّه إني أعلم أنكما ستخرجان كما خرج، وستقتلان كما قتل، فقاما وهما يقولان: لا حول ولا قوة إلا باللّه.
  وروي أيضا: أنه اجتمع القاسم بن إبراهيم، وأحمد بن عيسى بن زيد بن علي، وموسى بن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، وعلي بن موسى الرضى في دار محمد بن منصور المرادي بالكوفة، فتحدث معهم محمد بن منصور، وذكر ما قد لحق الإسلام من الأموية والعباسية،
(١) في (ع، ص): إني رأيت.
(٢) في (ي): فأذن لي في ذلك.
(٣) في (ع): منهما.
(٤) في (ب، ص): ولم ذلك.