حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في فرق الشيعة

صفحة 509 - الجزء 1

  وأما قولهم: إنه لا يجتهد⁣(⁣١) إلا إمام منصوص عليه. فقد جاء عن النبيء ÷ ما يسقط قولهم، وذلك أنه لما أمر معاذا إلى اليمن قال:

  بم تحكم؟ قال: بكتاب اللّه، قال: فإن لم تجد؟ قال: فبسنّة رسول اللّه ÷، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي لا آلو اجتهادا⁣(⁣٢)، فقال: «الحمد للّه الذي وفّق رسول رسول اللّه لما وفّق له رسول اللّه» ولو كان القول كما قالوا، لكان أكبر حجج اللّه قد سقط وهو العقل⁣(⁣٣)، ولو سقطت حجّة العقل لما انتفع بالكتاب والسنة، فسقط ما قالوا وثبت قولنا، فالحمد للّه الذي أبلج حجّتنا، وثبّت أقدامنا على الصراط المستقيم.


(١) في (ص): بأنه لا يجتهد.

(٢) في (أ): لا آلو جهدا.

(٣) في (س، ه، ل): قد سقطت وهو العقل. وفي (ط، ي): قد سقطت وهي العقل.