فصل في الكلام في فرق الشيعة
  أيضا الفساد من طرق أخرى، وهي أن ممن يروي الأخبار النّاسي والذاكر، والغائب والحاضر. وفي الأخبار أيضا المتشابه والمنسوخ، ومنها أيضا ما دلّس على الرواة، ومنها ما روي مرسلا ولم يشتهر اشتهارا كثيرا، ولا تواترت به الأخبار.
  فمن المتشابه: ما روي عن النبيء ÷ من قوله: «لا ينتطح فيها عنزان»(١). ومن ذلك ما روي عنه من قوله: «من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه». ومن ذلك ما روي عنه من قوله في الإبل: إنها خلقت من الشياطين.
  ومثل ما روي عنه ÷ من قوله لسودة بنت زمعة(٢) في الشاة الميتة:
  «هلّا انتفعتم بإهابها» وهذا الخبر عندنا متشابه، والمراد به هلّا ذكيتموها(٣) فانتفعتم بإهابها؛ لأنه يمكن(٤) أن تكون عجفة لا ينتفع بلحمها. وقال غيرنا: الخبر منسوخ، نسخه ما روي عنه ÷ أنه كتب قبل موته بشهر قال: «لا تنتفعوا من الميتة بشيء».
  والمنسوخ مثل ما روي من المسح على الخفّين، نسخه آية الغسل في [سورة] المائدة.
  وأما المراسيل في الأخبار فكثير، وما دلّس على الرّواة أكثر، وقد روي عن بعض الملحدين أن السلطان أمر بقتله، فقال: افعلوا
(١) في (ش، ع، ب): لا ينتطح فيه عنزان.
(٢) في (ش، ص، ع): لسويدة بنت زمعة.
(٣) في (ص): ومراده: هلا ذكيتموها.
(٤) في (ث): ولأنه يمكن.