حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في العقل

صفحة 61 - الجزء 1

  محمد بن القاسم $ فقال: سألت عن العقل في الإنسان أطبع هو، أم مستفاد؟

  قال #: (هو)⁣(⁣١) الحفظ والذّكر، وأصل العقل: فطرة وخلقة.

  وقال # - في جوابه للملحد: وما يعرف بالعقل شيئان:

  أحدهما: يعرف ويدرك ببديهته مثل: تحسين الحسن، وتقبيح القبيح، ومثل: شكر المنعم وحسن التّفضل، وتقبيح كفر المنعم، والجور، وما جانسه.

  والوجه الثاني⁣(⁣٢): وهو الاستدلال والاستنباط الذي ينتجه العقل؛ كمعرفة الصانع، وعلم التّعديل، والتّجوير، والعلم بحقائق الأشياء.

  وقال محمد بن القاسم @(⁣٣) في شروط الإيمان المنجي:

  لأن العقل مسكنه القلب، فيصبح أنه غير القلب، وأنه حالّ فيه.


(١) ساقط في (ب).

(٢) في (ج، ش، ص، ع): الوجه الثاني.

(٣) هو الإمام محمد بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن السبط بن الإمام علي بن أبي طالب $، شيخ آل الرسول، والمقدّم فيهم، والعابد التقي الورع الزاهد، أبو عبد اللّه، أخذ عن أبيه، وعنه ولدا أخيه الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بن القاسم، وعبد اللّه بن الحسين بن القاسم، وولده عبد اللّه بن محمد، وطاهر بن يحيى بن الحسين. قال الإمام القاسم #: صحبت الصوفية أربعين سنة، ودرت الشرق والغرب، فلم أر رجلا أبين ورعا من ابني محمد. وقد كان باع نفسه من اللّه تعالى، حريصا مجتهدا على القيام بأمر اللّه تعالى، وبايعه كثير من اليمن والحجاز ومصر ثم نكث عليه الأكثر فلم يتم له الأمر، حتى لزمه مرض أزال عنه فرض القيام. وتوفي # سنة إحدى ومائتين من الهجرة النبوية. انتهى.