حقائق المعرفة في علم الكلام،

أحمد بن سليمان (المتوكل) (المتوفى: 566 هـ)

فصل في الكلام في الهواء

صفحة 78 - الجزء 1

  على حدوث الحركة⁣(⁣١)، وكونه ساكنا بعد أن كان متحركا يدلّ على حدوث السكون⁣(⁣٢) بالمشاهدة والعلم الضروري.

  وقال بلعام: العالم متحرّك، والحركة الأخرى هي الحركة الأولى معادة. وهذا إقرار منه بحدوث الحركة⁣(⁣٣) وأن لها محدثا؛ لأن كل ما كان له أوّل وآخر محدث، وإذا كانت معادة فلا بدّ لها من معيد.

  وقال: العالم قديم وله مدبّر، خلافه من جميع المعاني.

  وقال أرسطاطاليس: العالم هيولى قديم. وتفسير الهيولى: هو أصل الأشياء، كما أن القطن أصل الثوب، والهيولى هو المدبّر.

  واختلف أهل الدّهر في ظنونهم. وقالوا: العالم قديم، ودليلهم على أزليّته أنهم لا يعاينوا شيئا إلا من شيء. وقالوا: الطّائر من البيضة، والبيضة من الطّائر، والنّطفة من الإنسان، والإنسان من النّطفة. وقالوا: لم يزل العالم بصورة قديمة، ومنهم من قال: لا ندري الإنسان كان قبل النطفة، أو النّطفة قبل الإنسان؟ ودليلهم:

  أنهم لم يروا إنسانا إلا من نطفة، ولا نطفة إلا من إنسان.

  وقالوا: العالم وما يتولّد منه طبع قديم، والصّورة قديمة⁣(⁣٤)، والخلق كامن فيها، وأنكروا أن يكون كامن غير صورة⁣(⁣٥) فتحتاج إلى مصور، وقاسوا العالم بالدّولاب.


(١) في (ب، ج، ش): على حدث الحركة.

(٢) في (ب): حدث العالم.

(٣) في (ب، ج، ص، ش): بحدث الحركة.

(٤) في (ب، د، ل): والصور قديمة.

(٥) في (ض): وأنكروا إن كانت غير صورة.