المسألة الأولى:
  المعترض على الله في غيبته بها، فقد كان متعبداً متزهداً ... إلى قوله: وروى فيه - يعني في النبلاء - عن الشعبي عن حذيفة أنه تكلم في أبي موسى بكلام يقتضي أنه منافق، ثم قال: في الشعبي تشيع يسير. ا ه.
  وقد قال الشعبي: حدثناهم بغضب أصحاب محمد فاتخذوه دينا. وعندي أن هذا لا يصدق فإنه معارض بما هو أصح منه، بل هو معلوم الصحة، وذلك أن حذيفة وإن كان صاحب العلم بالمنافقين، فبغير شك أنه إنما أخذ العلم بذلك من رسول الله ÷ وفي أيام الخلفاء الراشدين، وكانت حالة المنافقين أحقر من ذلك، فلم يكن رسول الله ÷ ليولي القضاء منافقاً ويقره على الفتيا وكذلك أصحابه، فهذا أمر معلوم بالضرورة ولا يعارض بحديث مظنون، ومن الأحاديث المظنونة في الثناء على أبي موسى ما روى مالك بن معول وغيره عن أبي يزيد عن أبيه بريدة عن رسول الله ÷ أنه قال في أبي موسى: «إنه مؤمن منيب»(١) لما قال له بريدة: أتراه يرائي. ا ه.
  [المؤلف] الجواب: أما قوله: عابد متزهد، ففي الخوارج من هو كذلك، لكن لا يجاوز التراقي، كما أخبر عنهم النبي ÷.
  وأما رده لخبر حذيفة بالأمر المعلوم، فإن الولاية لا تقتضي العدالة، فقد ولى النبي على الصدقات الوليد بن عقبة وأبا سفيان على نجران حال تألفه له.
  وأما الفتيا فلم ينقل أن النبي ÷ علم به وأقرّه.
(١) مجمع الزوائد ٩/ ٣٥٩، السنن الكبرى ٦/ ٣٦٥، مسند أحمد ٥/ ٣٤٩، مسند الروياني ١/ ٧١.