العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 131 - الجزء 1

  فيه⁣(⁣١)، ولو كان مقصده الدين لما خفي عليه زهد أمير المؤمنين، لكن شأنه معروف وإنما الخطب الجسيم والأمر العظيم، ذبك عن أعداء الله، واستصغارك لأبيك أخي رسول الله ÷، فتارة تجعله رابعاً لمن لا يساويه في مشهد من مشاهد رسول الله ÷، وتارة تعرض ابن عمر في مقابلته مع دعواك العلم والنسب الشريف والتمسك بالسنة، كيف لو حضرت أحد مجالس جدك المصطفى ÷ حيث يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله»⁣(⁣٢) بعد أن قد سبق منك ما قد مهدت، أكنت مستحياً أن يقع عليك بصره الشريف؟ أكنت خائفاً أن تشملك دعوته؟ كلا إن الحياء قد ارتفع من كثيرين بكثرة التجاري.

  [ابن الوزير] قال |: فإن كان صدر من حذيفة شيء من ذلك، فلعله تأول في ذلك وغلط فيه، وربما أخذ ذلك من قول رسول الله ÷ في علي - ¥: «لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق»⁣(⁣٣) وأخذ بغضه لعلي من تخلفه عنه، وهذا كله ضعيف، فإن التخلف لا يدل على البغض، ولا يستلزم استخراج النفاق ... إلى [أن] قال: على أن بغض علي # إنما كان علامة النفاق في أول الإسلام، فإن المنافقين كانوا يبغضون من فيه قوة على الحرب لكراهتهم لقوة الإسلام، ولذلك جاء في الحديث أيضاً أن بغض الأنصار علامة النفاق لهذا المعنى، وكذلك حبهم وحب علي كان في ذلك الزمان علامة للإيمان لهذا، وأما في الأعصار المتأخرة عن أول الإسلام، فلا يدل على ذلك، فإن الخوارج يبغضون


(١) بل وكان ابن عمر زوجاً لابنة أبي موسى كما أعرف.

(٢) تقدم تخريجه.

(٣) تقدم تخريجه.