العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم،

أحمد بن الحسن القاسمي (المتوفى: 1375 هـ)

المسألة الأولى:

صفحة 132 - الجزء 1

  علياً ويكفرونه مع الإجماع على أنهم غير منافقين ... إلى أن قال: وكذلك الروافض يحبونه مع ضلالتهم وفسوقهم ... إلى قوله: وقصدت وجه الله في الذب عن هذا الصاحب المعتمد في نقل كثير من الشريعة المطهرة، لما رأيت الحافظ الذهبي روى ذلك ولم يقدح في إسناده بما ينفع.

  [المؤلف] الجواب: إن هذا الاعتذار غلط فاحش؛ لأن حذيفة ¥ توفي قبيل الجمل، إما حال محاصرة عثمان أو بعده بيسير، وأبو موسى لم يتخلف ويخذل عن علي # إلا يوم الجمل، وقد قدمنا الجواب، مع أن ابن عبد البر قد أشار إلى كلام حذيفة فيه، وفسر ابن أبي الحديد قوله فيه، وقد ذكر عنده بالدين، أما أنتم فتقولون ذلك، وأما أنا فأشهد أنه عدو لله ولرسوله وحرب لهما في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد {يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}⁣[غافر: ٥٢] ا ه.

  فهذا مقام غضب وإخبار عن النبي ÷ وروي أن عمار سئل عن أبي موسى فقال: لقد سمعت فيه من حذيفة قولاً عظيماً، سمعته يقول: صاحب البرنس الأسود ثم كلح كلوحا، علمت منه أن كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط.

  وأما أن التخذيل والتخلف لا يكون بغضاً فلا نسلم:

  أخاك الذي إن تدعه لملة ... الخ.

  أما قام وقعد في منع أهل الكوفة عن إجابة أمير المؤمنين، وهو إذ ذاك أميرها من قبله قد شملته البيعة، والتزم الإمامة، ثم خذل وتربص بإمامه، قل لي لو لم يدفع أمير المؤمنين طلحة والزبير ومن معهما أكانا يتركانه في بقية بلاد الإسلام؟!